ياترى كم عابر مـر عليك في حياتك
لا بد انهم كثير يصعب عدهم
لكن كم من هؤلاء ارتقى من رتبة عابر الى رتبة متربع
في عرش حياتك من الفها الى يائها
حياتنا مليئة جدا بالمتغيرات
ولكنها بالمقابل لا تخلو من الثوابت ابدا
كذلك في حياتنا هناك اشخاص متغيرون
مابين طرفة عين وانتباهتها يرحلون
واخـرون ثابتون
من الصعب ان تزحزحهم في حياتك ولو فعلت المستحيل
عادة لا اهتم كثيرا بما يكتب تحت الاسماء
لكن ثمة حروف تجبرك على النظر اليها
ليس بيدك او يدها بل بيد قلب صـادق كتب هذه الكلمات
قلب صادق ادرك هذه المعاني
التي اصبح من النادر ان يدركها الاخرون
في زحمة الوجوه لا تنس انت وجوه كثيرة نقابلها
نتوه في ملامحها بحثاا احيانا عن شيء وغالبا عن اللاشيء
و بها نكون قد نسينا ملامحنا
ملامح وجوهنا ملامح روح كانت ذات يوم غير التي نحملها اليوم
كم من المفروض علينا ان ننظر الى وجوهنا كل يوم
الى عيوننا حتى نبقى على حذر من أن تنبت
فينا لا شعوريا عين خائن او فم كاذب او وجه خبيث
كم من المفروض علينا ان نتلمس ارواحنا كل يوم
خوفا من نمو ورم حقد او اخر ينتمي الى الكره والبغضاء
كم علينا ان نخشى على وجوهنا ان تتغير ذات زحام في الحياة
فترتدي قناعا مزيفا دون ان تعلم عنه شيئا
كذلك في زحمة الوجوه لا تنس اولئك
لا تنس تلك الوجوه التي كانت وفية لك مدى الطريق
والطريق طويل
لا تنس ذلك الفم الذي لم يتحدث الا صدقا
ولم يتفوه الا بكل طيب
رغم اننا نعرف الفرق
بين الصادق والكاذب والوفي والخـائن والطيب والخبيث
لكن ثمة شيء اجهل كنهه
ترى لماذا تجتذب تلك الوجوه القبيحة
بعض السائرين في طريق الحياة
تراهم يمسكون بيد الخبيث ويكملون طريقهم
ويبقى الطيب على قارعة الحياة جالسا
وحين يكمل الطيب طريقه
يجد هؤلاء قد جلسوا على قارعة الحياة
ومضى الخبيث في طريق خبثه
واخرون يحملون في ارواحهم صفاء
يعجزهم عن اكمال الطريق مع الخبثاء
فطوبى لهم وطوبى لارواحهم
في زحمة الوجوه
لا تنس ربك ولا تنس انك خليفة الله في الارض فعد اليه
في زحمة الوجوه
لا تنس ركعتين
لا تنس دعوتين
لا تنس دمعتين
لكي لا تنس أنت
اخيرا
الوان الوجوه عبر الاثير باهتة
ليست واضحة وربما تكون اقنعة لوجوه صادقة
تحاول التلون بابتسامات زائفة
فتتلاطم الامواج في اعماقنا مع اكتشافنا
لواقع لا يؤلم الا أولئك الصادقين في الحياة
من الطبعي ان نخطا الاختيار والحكم على الناس
فنحن بشر الا ان هذا
لا يعني ان نستسلم لها ونتعذر بها عن اصلاح الخطأ
يقول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس حين يخطا الانسان
ثم لا يصحح خطاه فانه يخطئ للمرة الثانية
فمايميزنا عن غيرنا ان الله خلقنا مخيرين
ولسنا بالمسيرين وحياتنا ما هي الا سفينة نحن المسؤولون
عن قيادتها وسلوكنا نابع من قراراتنا وليست مفروضة علينا
والوجوه على اختلاف الوانها وانواعها
نحن من اختارها وتأثر بها
عن المرء لاتسال عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
اذا كنت في قوم مصاحب خيارهم
ولا تصحب الاردى تترى مع الردي