صهيل الاصايل Admin
المساهمات : 205 تاريخ التسجيل : 16/12/2015
| موضوع: تزكية النفوس وأهميتها الأربعاء يناير 06, 2016 11:47 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
إن أهم ما ينبغي للناس أن يتعاهدوه تزكية نفوسهم ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة التي استحكمت فيها الشهوات وارتطمت فيها أمواج الفتن والشبهات والتي لم يسلم منها إلا من عصمه الله جل وعلا والحديث عن تزكية النفوس كما لا يـخفى طويل الذيـول ولذلك فسأقتصر في كلامي عليه على ثلاث نقاط معنى تزكية النفس لغة وشرعا ثم أهمية التزكية وأخيرا وسائل تزكية النفس معنى التزكية التزكية لغة الطهارة والنماء والزيادة والمراد بها في الشرع تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح وفعل المأمورات وترك المنهيات قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن أمراض القلوب وشفائها «والزكاة في اللغة النماء والزيادة في الصلاح، يقال زكا الشيء إذا نما في الصلاح فالقلب يحتاج أن يتربى فينمو ويزيد حتى يكمل ويصلح كما يحتاج البدن أن يربى بالأغذية المصلحة له، ولا بد مع ذلك من منع ما يضره فلا ينمو البدن إلَّا بإعطائه ما ينفعه ومنع ما يضره كذلك القلب لا يزكو فينمو ويتم صلاحه إلا بحصول ما ينفعه ودفع ما يضره وكذلك الزرع لا يزكو إلا بهذا» اه(1) وقد ثبت في تفسير التزكية عن رسول الله صل الله عليه وسلم ما رواه الطبراني في «المعجم الصغير» وغيره عن عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال «ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَام وَزَكَّى نَفْسَهُ» فقال رجل وما تزكية النفس؟ فقال «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ»(2) تزكية النفوس وأهميتها لقد تظافرت نصوص الكتاب والسنة ببيان أهمية تزكية النفوس وما لها من مكانة عالية ومنزلة رفيعة ولعل من أبرز تلك النصوص وأظهرها قوله تعالى في سورة الشمس ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاه وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهاَ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 1 ـ 10] فتأمل معي أيها القارئ الكريم في هذه الآيات البينات تجد أن الله عز وجل قد أقسم فيها أحد عشر قسما على أن صلاح العبد وفلاحه منوط بتزكية نفسه ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى في موضع آخر من الكتاب ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾[الأعلى: 14 ـ 15]. كما أخبر الله جل وعلا بفوز من حقق هذه التزكية بالدرجات العلى فقال سبحانه ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى﴾ [طه: 75 ـ 76]. وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على أن مهمة الرسل كانت دعوة الناس إلى تزكية نفوسهم قال تعالى لموسى في خطابه لفرعون ﴿فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى﴾ [النازعات:18] وقال سبحانه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ [الجمعة: 2]
| |
|